Saturday, June 28, 2008


قــــــــرار



عندما يقدم شخص _ أى شخص _ على اتخاذ قرار _ اى قرار _ فانه غالبا ما سيقع فى حيرة من امره فغالبا ما يكون للشخص رأيًا مخالفا لهوى معارفه و أصدقائه و أهله .. فيرى الشخص رأيه صوابا لا يحتمل الخطأ .. تماما مثلما يرى فريق الجبهة الاخرى بان رأيهم هو الصواب وما دون ذلك هو العبط بعينه .. فيقع متخذ القرار فى مأزق حرج .. فى حين تتباين تصرفات متخذ القرار إما شجاعا أو جبانا .
فالشجاع هو من يختلى بنفسه عند اتخاذ القرار .. يعرض الأمر كليًا على عقلة .. ويفكر بموضوعية تامة .. متخذًا من أراء الناس من حوله مجرد نصائح وإرشادات ليس إلا .. أى إنه غير ملتزم بتنفيذ أيًا منها.. ولكنه يفكر فيها بحيادية تامة ..وهو مقتنع تماما بانه لا أحد يحتكر الصواب .. ولا يوجد الشخص الحائز على خلاصة تجارب الحياة .. ولا أحد يعرف الطريق الصحيح من الغلط .. ولا يوجد ف الكون من يعرف المشكلة بأبعادها الكاملة أكثر منه .. لذا فالشجاع يكون قراره نابعا من نفسه بكل الصدق مع النفس متعاملا بحيادية تامة مع كافة النصائح الخارجية .. متخذا منها ما يراه هو فقط فى صالحه .. وضاربا بعرض الحائط ما غير ذلك .
اما الجبان .. هو من يترك نفسه عرضه لهوى غيره .. من يترك دماغه للأخرين كى يؤثروا فيها .. من يعتقد أن الاخر يفهم المشكلة بعمق أكبر منه وأن الاخر هو القادر على رسم الطريق الذى يسير عليه .. الجبان من يجعل الأخرين يعيشون حياته دون أن يعيشها هو .


طبعا تنتظر الان قارئى العزيز إذا كنت شابًا .. ممتلاً بالتمرد والثورة ان أريحك واخبرك بأن الشجاع هو دائما من يختار الطريق الصحيح .. واما اذا كنت قد جاوزت او تجاوزت مرحلة الشباب أو اصبحت مسئولا فانك تود لو اخبرك بان الطريق الثانى هو الصحيح .. وان الجبن فى تلك الحالة ليس الا لان الاخر يعرف مصلحتك اكثر منك وانك لا زلت لا تقوى على الاختيار بنفسك .؛ ولكنى اصارحك بان ايا من الطريقين لن يوفرا لك بالضرورة الاختيار الصحيح.. اشطة ؟!
ولكن ماذا سيحدث إن كان الاخيار خاطئا ؟؟!! .. اذا كنت قد تحليت بالشجاعة عند اتخاذك للقرار .. فانك ستتحلى بالشجاعة مرة اخرى وستعلن للجميع انك كنت مخطئًا حين اتخذت قرارك .. وستتعلم من خطئك ولن تختار مثل ذلك الاختيار ثانيا .. وستكون ساعتها قد ذقت طعم الخطأ اللذيذ .. ذلك الخطأ الذى يدفعك بعد ذلك دفعا مؤزرا للصواب .. وعدم الرجوع للخطأ مرة اخرى .
أما إن كنت لم تتحل بالشجاعة عند اختيار القرار .. فانك لن تعترف بالخطأ وستكمل المسير فى الوحل مكابرةً منك على الاعتراف بالخطأ أوستحمله للاخرين .. الاخرون الذين أرغموك على الاختيار.. وقتها سيتنصلوا منك أو فى أحسن الاحوال سيطيبوا خاطرك بكلمتين.. وقتها ستكون خرجت من التجربة بفشل و ألم وحسرة .
لذا عزيزى المشاهد – مين عزيزى المشاهد ده – كن صادقا مع نفسك .. واجعل قرارك نابعا من قرارة نفسك .. واعلم أن تلك هى حياتك التى اوجدك الله هنا كى تعيشها .. لا كى تجعل الاخرين يعيشوها لك .

أحمد شاهين
... 18/4/2008
السابعة مساءً
الاسماعيلية