Friday, November 7, 2008


مصطفى سافر
:(






Sunday, November 2, 2008

كراسة طفل صغير

عندما وجدت امامى كراستى فى الطفولة
تصفحتها...لم اجد كتابة سوى فى خمس صفحات
قرأتهم...و على الفور انتقل لجسدى شعور لم اعرف ماهو حينها...
هو شعور جيد انطبع على مع كل كلمة قرأتها من الكلمات التى كتبها فى صغرى
بالفعل هو شعور جيد و خالص من اى شوائب
لم اهتم بالورق الذى اصفر لونه
و لم انتبه لذرات التراب التى غطت الصفحات
و لم اكترث بركاكة اللغة و الاسلوب او حتى السقطات الاملائية
كل ذلك لم يؤثر على هذا الشعور بالنقاء و الصفاء مع قراءة كل كلمة
اتدرون لماذا؟؟
ليس لانى انا من كتب هذا الكلام
و لكن لان هذا الطفل الذى كتب هذا الكلام كان بريئا...بسيطا...لم تترك الحياة تفاصيلها المعقدة على وجهه الصافى النقى
ببساطة
لانه كلام خرج من قلب له بريق قلوب الملائكة

تذكرت كيف كانت تلك الكراسة جديدة و لها رونق... كانت صفحاتها ناعمة ملساء...بيضاء...
السطور ممتدة مستقيمة فى تأهب و شوق...متشوقة لان يكتمل جمالها بكتابة بعض الكلمات المضيئة عليها...
هكذا كانت.
ثم عبس وجهى لما رايته من حال تلك الوريقات التى انكمشت اطرافها و اصفر بياضها...
ما عادت تعكس ما يشع عليها من ضياء , و كيف تلمع و قد ا ُغرقت فى بحر من التراب...ذرات تراب متناهية الصغر تجمعت و تكاتفت حتى صارت بقعا كبيرة متجمعة سويا لتشكل جدارا ثقيلا ملقى على تلك الورقة البيضاء المسكينة... فتراها تختنق بعد ان اغلق الغبار مسامها و تنازع تحت حمل هذا الجدار...و كانك اذا اردت ان تكتب عليها مجددا اضطررت ان تنفخ ما عليها من تراب حتى يزرق وجهك... و ما ان تكتب كلمتان حتى تستقر ذرات التراب التى نفضتها او ياتى غبار جديد ليخيم مكان القديم...

من العجيب انك قلما تجد طفلا له رائحة كريهه...و ان وجدت فصدقنى تلك الرائحة تنبعث من ملابسه لا من جسده...فما بداخله لم يمت لتنبعث منه تلك الروائح النفاذة...اما عن الكبار...فما ادراك و ما ادراك...
عطور و مزيل للرائحة و ما الى ذلك...كل هذا لندارى ما ينبعث من داخلنا...من تلك القلوب التى كمكمت لندرة وقوع النور عليها...و اذا حدث فيكون نورا مصطنعا قصير المدى...يقتل اطراف البقع البكتيرية و يترك اصولها لتتفشى من جديد...

ما احلى هؤلاء الاطفال قبل ان تلوثهم الحياة
ما اجمل تلك الراحة التى نشعر بها مع الاطفال و البهجة التى نحصل عليها بمجرد النظر فى عيونهم الطاهرة النقية من الادناس...
لا شئ اصعب من ان تحتفظ بهذا القلب الملائكى...
و لا شئ اكثر حزنا من ان ترى برائة طفل و انت تعرف مصيره و مصيرها...

ورقة صفراء...منكمشة...تنبعث منها رائحة كريهة