Sunday, July 6, 2008

النظرة الزجاجية


النظرة الزجاجية



هل بردت مشاعرنا .. هل لم نعد نتأثر بمشكلات الغير .. بمشكلات المجتمع .. هل أصبح تعامل الاشخاص مع بعضهم البعض عبر لوح زجاجى .. هل لم نعد نرى سوى ما نحب أن نراه .. هل لم نعد قادرين أو حتى مستعدين لمعرفة مشاكل الغير .. و إن عرفنا يصبح دورنا المواساة وتطييب الخاطر .. وليس محاولة فهم المشكلة أو ( بعد الشر ) حلها .

قديمًا .. على ما أسمع ولحد وقت مش بعيد .. كانت من تتعطل سيارته على طريق سفر يجد الناس جمعيا بجواره .. من يقدم المساعدة ..حتى وإن كانت زهيدة فى قيمتها ؛ ولكنها كانت شهامة يشتهر بها الشعب المصرى كان ذلك الى وقت ليس ببعيد .. قبل أن يطل علينا ذلك الإعلان المستفذ والذى يرفض فيه الشخص النزول لدفع سيارة صديقه اللى راكبها .. متعللا بالتعب .. أومال ايه ده كان لسه مخلص حفلة .. فيبادره صاحبه صاحب السيارة بقوله .. ولا يهمك أنا معايا كارت المساعدة هاتصل بيهم هايكونوا هنا ف ثوانى .

أصبحت المساعدة بكروت .. أصبح حل المشاكل عبر الاتصال بالنجم المشهور .. اللى معاه المنشار لكل العقد والمشاكل اللى ف حياتنا .. مع إنه لو كان يملك حلا لمشكلتى لكان من الاولى ان يحل مشاكله والتى أفردت لها صفحات الجرائد من قبل .

و أصبح الحب بالتليفون .. فمكالمة خمس دقائق أو أقل قليلا تكفى جدا لخبير الحب فى دراسة أبعاد وجوانب المشكلة مع إعطاء الحل .. إما نصيحة أو تحفيز أو يعمل فيها أبو العريف ويطلق كلام حنجورى عتابا وتأنيبا .

وهكذا فى كل شئ حتى عند استفسارك عن مكان ما .. عليك أن تتصل بالرقم الفلانى ولكى تعرفى طريقة طهى .. اتصلى بالرقم العلانى .

ترى .. ما سبب هذا .. أهو سببه جشع بعض الاشخاص من التربح من وراء اى شئ حتى ولو كان على سبيل هموم الناس ؟؟ أم هى سذاجة المستخدمين لهذه الكروت والتليفونات ؟؟ .. أم هى ضريبة التطور التكنولوجى ؟؟.. ولكن من وجهه نظرى المتواضعة - سيبونى أنظَّر شوية - فإن الاسباب السالفة الذكر قد تكون من العوامل التى أدت الى استعمال تلك الارقام وانتشارها بتلك السرعة .. ولكن السبب الرئيسى هنا هو عدم وجود من يتفاعل مع مشكلاتك .. إنها النظرة الزجاجية .. فالاخر ينظر ولا يرى .. يسمع ولا يدرك .. ومابيحسش من اساسه .. فان وجد الاخر الذى يستطيع أن يسمعك ويتفاعل معك ويجد حل لمشاكلك .. فلن تكن بحاجة للاتصال كى يأت شخص مأجور ليدفع سيارتك المتعطلة .. او كى يعرفكِ طريقة عمل المكرونة بالبشاميل .


أحمد شاهين

القاهرة فى ..

نوفمبر 2007