Adidos
قصة قصيرة
قصة قصيرة

ذهب فى الصباح الباكر كى يستلم البضاعة .. وبدأ فى رصها على رصيف رمسيس بسعادة كالتى يرصع بها فنان تاج ألماسى فاخر .. وبدأ فى استقبال زبائنه القادمين من الاقاليم و أحياء وسط البلد الفقيرة .. بدأ ينادى على الناس لـ ( الفرجة ) على الملابس ..فكان أول الزبائن طفلا فى السادسة من عمره يتجول مع ابيه وامه .. فخطف نظره قطعة من تلك التى على الرصيف .. كُتِب عليها بحروف رديئة تقليد لماركة عالمية .. فتعلق الطفل بيد أمه كى تقنع أباه أن يشترى له تلك القطعة .. فاسترعى انتباه الاب تعلق ابنه بتلك القطعة .. ففكر الاب قليلا .. ما المانع من ان ابتاعها له .. ( وأهه يقضى بيها العيد بالمرة ) فهى زهيدة الثمن لحد بعيد .. كما إنها ستمنع عنه الضيق والحرج الذى يلازمه مع دخله كل فصل جديد بسبب الملابس التى صَغُرَ مقاسها على ابنه بسبب نموه المتسارع.. فيود كل اول عام لو توقف نمو ابنه قليلا كى تلائمه ملابسه القديمة .. ثم يغير تفكيره .. فيجذب ( كُم ) القطعة التى يرتديها ابنه كى تغطى الجزء المتكشف من ساعده .. ولكن سرعان ما يرجع الـ ( كم ) اللعين كاشفا عن ساعد ابنه ... إلى أن تاتى الام المدبرة لعمل ( إسورة ) لـ ( كم ) تلك القطعة .. حتى وإن كان بلوفر.. فانه لن يسلم من تلك الاسورة والتى فى أغلب الاحيان تكون بلون مختلف عن باقى القطعة الاصلية .
رجع الرجل وزوجته وطفله الى البائع .. فاشار الطفل الى القطعة التى اعجبته .. وعيناه تشخص على الماركة المقلدة فرحا .. دارى نفسه خلف عمود من أعمدة كوبرى 6 أكتوبر وبدأ يقيس القطعة .. غمرته السعادة حين ناسبته القطعة .. فذهب ليريها للاب .. فاظهر الاب الامتعاض من النظرة الاولى .. ثم وجهه كلامه للبائع .." مافيش عندك مقاس أكبر" .. فيرد البائع .. "لا والله الحتت بتنزل مقاس واحد ".. فتسارع زوجته لترد .. "ماهو على مقاسه أهه ".. فيرد الزوج .. "عشان تنفعه السنة الجاية يا فالحة" .. يدارى الابن نفسه خلف عمود من أعمدة كوبرى 6 أكتوبر .. ويجهش بالبكاء .
أحمد شاهين
القاهرة
ديسمبر 2007