Friday, February 29, 2008

حزن

حزن..تللك الكلمة المكونة من ثلاثة أحرف - برضه - والتى بمجرد نطقها .. نطقها فقط .. ستشعرك بمعناها فورا.. فحرف الزين حين نطقه.. بتلك الـ ( زنة ) التى يحدثها فى الروح.. يأتى بعده حرف النون ليجبرك على اطباق فكيك كى لا تدع تلك الزنة تخرج الى الهواء.. ولكن تُرد داخل اعمق أعماق نفسك ..لتشعرك بان تلك الكلمة فعلا ذات معنى ميلودرامى حقيقى . والحزن إذا تم تقسيمه فإنه سينقسم إلى ..حزن حزين .. وحزن شجى جميل .


فالحزن الحزين .. ذلك الذى يصيبك أحيانا كثيرة..عند توديع شخص عزيز لديك سواء بالموت أو السفر أو ما شابه .. ذلك الحزن الذى يصيبك عند الفشل فى اختبار وُضِعت فيه .. والذى يصيبك أيضا بعد خروجك للتو من تجربة حب فاشلة ..ذلك الحزن اللى بيقلب بكآبه بعد كده .. لتصبح فى رغبة بالانزواء بنفسك بعيدا عن الآخرين .. يزعجك صوت أى شخص يود التحدث إليك .. يحزنك أكثر صوت المقربين منك وهم يسألون فى شغف وسذاجة فى نفس الوقت .. لم انت حزين هكذا ؟؟ لا تجيب على احد منهم .. يصبح هدفك الوحيد..... العزلة فى غرفتك .. تود صادقا تجاوز تلك الحالة .. ولكنك لا تستطيع ..تلتقى فى وحدتك تلك.. بأصدقائك الودودين .. تستمع الى منير .. تطلق معه تنهيدته الحزينة التى يحدوها الامل .. ااااااااااااااااه إمتى هاغنى و أعيش إمتى هاغنى واعيش ؟؟ ..ثم تتأمل احوالك للحظات .. تجدك تكلم الزمان مع منير أيضا وتعاتبه وترجوه"يا زمانى إضحكلى إياك تنسانى" وانت تعلم تمام العلم ان الزمن ناسيك بقاله فترة بس الواحد بيكون لسه عنده سِنِة امل .. الى ان تاتى اللحظة التى تظن فيها بموت الامل تماما.. لتنفجر فى البكاء ..البكاء الحقيقي أبو( شحتفة ) ده ..تبكى كثيرا حتى تظن ان انهار الدموع قد جفت وإذا بك تفاج ..انه لا تزال الانهار تفيض دمعا وحزنا .. تمسك الورقة والقلم عَلَّ الكتابة تريحك بعض الشئ مما انت فيه .. ولكنك تجد نفسك غير قادرة على الابداع ولكن تجد يدك تكتب تلقائيا "بكيت مسحت دموعى .. بامسح دموعى بكيت"* ويصبحوا أصدقائك فى تلك المرحلة المزاجية ..جنرالات الحزن نجيب سرور و أمل دنقل وفؤاد حداد..بعد فترة بعد أن تكون قد اكتشفت انه لابد لهذا الحزن من نهاية ..لابد من انجاز ما أجلته طوال فترة أحزنك ..تتذكر انه مهما كان مقدار هذا الحزن ..فلا بد للحياة ان تستمر ..أو بمعنى اخر لابد ان تسير انت مع الحياة..عندما تصل لتلك النتيجة يفاجأك صوت منير بانه" مش كل شئ بيفوت ف عمرنا بيجرح .. قلب الحياة مليان .. حاجات وبتفرّح"


أما الحزن الاخر الحزن الشجى والذى قد لايطلق عليه البعض حزنًا.. ذلك الحزن الذى تعتزل فيه الناس أيضا ولكن هذه المرة تعتزل الناس كنوع من التحليق ..ذلك الحزن اللى بيطلب في بعض الاحيان نزول الشارع وحيدا.. لتقرأ وجوه الناس..تشفق على الموظفين المرهقين العائدين لبيوتهم .. تتبسم لتبسم طفل .. وينفطر قلبك لبكاء اخر ..أيضا .. الحزن الشجى بيطلب ساعات.. الذهاب للبحر ..والجلوس امامه بالساعات.. تفكر بأشياء عبقرية لم تعتد التفكير فيها من قبل ..ليقطع تفكيرك ضحكات أناس كانوا قد مروا عليك ذهابا وايابا أكثر من مرة ولا يزالوا يرونك فى نفس الوضعية ..فتجاوب عليهم .. بصوت منير.."سيبونى اتوه وحدى ..عطشان أنا عطشان ".. ليزدادوا ضحكا أكتر وأكتر..لا تبالى..تمشى ببطء..أو بمعنى أصح تتسنكح ..تشاهد الاشياء..تندهش.. وكأنك تشاهدها لأول مرة ..يقذف بك شارع لآخر وأنت تدندن "إيديا ف جيوبى وقلبى طرب .. سارح فى غربة بس مش مغترب .. وحدى لكن ونسان وماشى كده.. بابتعد ماعرفش أو باقترب"
أحمد شاهين

*جزء من قصيدة لفؤاد حداد

9 comments:

معاذ said...

ايه ياعم ده؟
انت رحت فين؟ مختفى خالص بقالك فترة كبيرة...انا حاسس بغربة الكترونية...النت بقى رخم وانت مختفى

على فكرة البوست رائع...بس انت مكتبتوش ليه فى مدونتك؟..على العموم انا مبسوط انى شفت اسمك تانى

وكلمة حزن فعلا حروفها بتفضحها...بالاضافة للى انت قولته كمان حرف الحاء اللى تحس انه مرتبط بالمشاعر الحارة والعواطف المشبوبة...حتى تلاقى فى كلمات كلها بتحمل المعنى ده زى حب وحرب وحنان وحميم

كفاية كده...سلام

Hatem Mohamed Ab El Rahman said...

هذه هى أول مرة أخط لك فيها تعليقاً على انتاج أدبي .. على الرغم من كوني قرأت لك سابقاً .. وعلى الرغم من أن لك إنتاجات أدبية أقوى وأعمق وأكثر دسماً .. إلا أن هذه السطور عن الحزن ... تشع بوجدان حقيقي .. كاشف ومرهف .. ولكن لي تعليقان .. لم يكن لك أن تربط ما بين الحزن والشجن .. فالشجن ليس حزناً إلا عند العامة ولكن الحزن حزن .. والشجن حالة أعمق وأجمل وأشمل وأكثر نضجاً .
أما تعليقي الثاني : فكم طرت فرحاً مع أول تجربة كتابية قررت أنت أن تعرضها علىً .. فلقد إكتشفت فيك عوداً أدبياً صلباً وغنياً.. ولك أيديولوجية واضحة المعالم .. نعم لم تتشكل بعد .. ولكنها ذات قواعد وأساسات عميقة .. تشجع .. واكتب وامتعني .. واكتب .. وبحرية .. وبحرية ... وبحرية .. فنصيحتي لك : "الحرية ليس لها سقف كما يسممون أدمغتنا .. الحرية مبدأ وغاية وهدف وحياة" .. (الحرية أم سقف تغور من وش القرد)

Abu Shahin said...

@معاذ حبيبى
كويس انك اتكعبلت ف مدونتنا اثناء تسكحك الالكترونى .. وانا فعلا بقالى فترة مبتعد عن النت .. بالنسبة لمدونتى ..أولا ومش عايز ضحك .. نسيت الباسورد ومابقيتش عارف ادخل عليها تانى .. وثانيا الموضوع العيش حلاوى شدنى والبركة فى مجموعة الشغل الجميلة دى

اشكرك على الاشادة بالبوست لكن وده يجيى جنب منك ايه

ع العموم احنا هانبقى منتظرينك على طول .. نورت مدونتا المتواضعة

Abu Shahin said...

@حاتم عبد الرحمن شاهين.. أخى وحبيبى ومعلمى الاول ..بجد مش هزار
أولا شرفت مدونتنا المتواضعة .. وهى فعلا متواضعة بجد جنب مدونتك العظيمة اللى مش واخده حقها واللى بتشع فن حقيقى بجد

فعلا دى اول مرة تكتب تعليق على عمل ليا .. لكنك شجعتنى وحفزتنى من قبل كتيرا على اعمالى السابقة التى كان لى الشرف انها نالت اعجابك

وها أنت تستخدم صراحتك المعهودة التى أتعلمها منك وتنقدنى نقد جميل ولا تتملقنى لكونى أخاك

وبجد الكلام اللى انت كاتبه عنى ده فعلا انا فخور بيه وساظل افخر به طول عمرى بجد ..وكفاية انك نبهتنى لموهبتى واقترحت مشروعك الجميل على والذى اعمل فيه فعلا الان

والنصيحة بتاعتك دى فعلا هافضل حافظها لغاية ما أموت فعلا فالحرية مبدأ وغاية وحياة

انت أخويا وعارف انى لبخة ف الكلام ..فيارب اكون عرفت أرد على الكلام النقد الادبى الجميل اللى انت شرفتنى بيه

شكرا يا صديقى

Hatem Mohamed Ab El Rahman said...

المعنى الحقيقي للنجاح هو أن تشعر بأنك ما زلت لم تحقق بعد!!1
وأشرف بأن أهديك
إليهم
...
إلى من يحرفون الجمال عن مواضعه
إلى من يحددون وجه النحب الأخير
في عوالمنا
إلى البذاءات التي رافقتنا...
لم نخترها يوماً لكنها كالعادة
قد إختارت أن تلاصقنا
أهديني ..أهديكم

Abu Shahin said...

الله يا فنان .. أوعدك انى اعيد قراءة اعمالك السابقة كلها ..خاصة تلك التخاريف الغاية ف الروعة

أخى العزيز لا تحرمنا من زيارتك و تعليقاتك على مواضيعى ومواضيع أصحابى ..فانا عن نفسى استفيد منها الكثير

Anonymous said...

اى كلام او رد بالتاكيد لن يوازى ابداعك فى البوست ده
حرام عليك والله ومتشكره جدا ليك
انت بتعرف تكتب حلو كده ازاى
بتعرف تدخل منطقة الشجن جوايا وتدخل على قلبى على طول من غير اى ترتيب
زى مااكون قعدت معاك وشرحتلك احساسى
واوجاعى وكل اللى بمر بيه
واحس انك صوت طالع من جوايا بيفرغ الكبت اللى عندى ويطبطب على
انا بشكرك جدا على وجودك
وعلى احساسك وتعبيرك الرائع
يسلم الاحساس مش بس الدماغ
تحياتى

Abu Shahin said...

استاذة نجلاء طبعا
بجد حضرتك لو شفتينى دلوقتى .. هاتلاقينى فاتح بقى .. مسبهل
مش عارف اقول ايه بجد .. بجد شكرا على تواجدك معاناوتحفيزك لينا
شكرا يا استاذة

Ahmed Mostafa said...

عايز اقولك انها جامدة اخر حاجة